ثمّة أنواع عديدة من الغذاء تقوم بدور مهمّ في تحقيق الشعور بالسعادة والراحة النفسيّة، وفي التغلّب على التوتّر الناتج عن المواقف الصعبة التي تواجهنا سواء في حياتنا الأسريّة أو داخل محيط العمل. وفي هذا الإطار ينصح خبراء التغذية بتناول الأطعمة التي تساعد على إبراز مشاعر السعادة والهدوء النفسي والتمتّع بالاسترخاء البدني، والتي سنقوم بالتحدّث عنها مع أستاذة التغذية العلاجيّة سميّة صالح، وذلك بسؤالها عن أفضل 5 أنواع من الأطعمة التي تؤثّر إيجابيّاً على الحالة النفسيّة والسيكولوجيّة للفرد.
الموصلات العصبيّة
في البداية يجب أن نعلم أن المخ يقوم بإنتاج أعداد كبيرة من المواد الكيميائيّة الحيويّة في الجسم، والمعروفة بالموصلات العصبيّة التي تعمل على إراحة الأعصاب وهدوء النفس، ليحصل الجسم على أفضل حالة من الفكر والإحساس والراحة التي تسبق المواقف الصعبة، كالخوف أو التوتّر أو القلق.
ويعدّ السيروتونين من أهم تلك الموصلات العصبيّة، ومن وظائفه تنظيم النوم وتخفيف حالة القلق. هذا بالإضافة إلى الموصلات العصبيّة الأخرى والتي تتحكّم جميعها بحالات الإثارة والقلق التي يتعرّض لها الفرد في حياته اليوميّة، وأهمّها: الموصل أستيل كولين، دوبامين، أدرينالين، نور آدرينالين. وفي هذا الخصوص أكد خبراء التغذية على أنّ هناك بعض الأغذية التي تعمل مكوّناتها في الجسم على تصنيع مثل هذه الموصلات العصبيّة، مثل المكوّن الغذائي التريبتوفان الضروري لتكوين السيروتونين الذي يساهم في تحقيق أفضل حالة مزاجيّة للجسم، بالإضافة إلى المكوّن الغذائي الميلاتونين وهو العامل الطبيعي المحفّز على النوم والمقاوم للقلق. كما يعمل مكوّن التيروزين على تقليل سرعة الشعور بالتعب والإرهاق والإجهاد، مما يعمل على زيادة قوّة الأداء البدني للجسم الذي يكون سبباً في تحقيق السعادة. ومن أهمّ الأطعمة التي تتوفّر فيها تلك المكوّنات الغذائية:
1- الفاكهة
مما لا شك فيه أنّ الفاكهة تعتبر مواد غذائيّة تحتوي على الألياف والفركتوز (سكر الفاكهة)، الذي يتميّز ببطء إطلاقه في الدم، ما يحافظ على توازن السكّر في الدم، وبالتالي عدم الشعور بالكآبة أو الضيق أو الجوع السريع. وبناء عليه يوصي الخبراء بتناول أنواع معيّنة من الفاكهة المساعدة في قهر التوتّر وتهدئة الأعصاب مثل: العنب، الأناناس، البطيخ، المشمش، المانجو، الموز، التفاح. كما تعدّ وجبة الشوفان مع قطع التفاح أو الكمثري، وجبة متكاملة في استقرار الجلوكوز وتوازن الأنسولين في الدم. والعديد من الناس يفضّلون تناول عصير التفاح المركّز كونه غنيّاً بسكر الفاكهة الذي يعمل على تحسين الحالة المزاجيّة في الجسم.
كما تعدّ عصائر الفاكهة الغنيّة بفيتامين C كعصير البرتقال وعصير الليمون الطازج، ذات دور فعّال في تحويل مكوّن الغذاء التريبتوفان إلى موصل السعادة سيروتونين. علاوة على أنّ فيتامين C ضروري لتكوين النورآدرينالين، الذي يعمل على إراحة الأعصاب وتقليل التوتّر.
2- البقول
تحتوي البقول على فيتامينات ومعادن هامة لسلامة الجهاز العصبي وتحسين الحالة المزاجيّة، كفيتامين B والفوليك أسيد وعناصر الكالسيوم والحديد والماغنسيوم والبوتاسيوم والسيلينوم والزنك المتواجدة في الفول المدمّس واللوبيا وحساء العدس والفاصوليا البيضاء المطبوخة وحمّص الشام.
3- الشوكولاتة
تتميّز الشوكولاتة بارتفاع محتواها من فينيل إيثيل أمين، وهو مكوّن غذائي يعمل على زيادة مغذي التريبتوفان في المخ، ما يؤدّي إلى ارتفاع مستوى هيدروكسي تريبتامين، وهو ما يتكوّن منه هورمون الدوبامين المنشّط لإحساس السعادة والاسترخاء.
علاوة على أنّ الصفات الحسيّة للشوكولاتة وما تحدثه من متعة عند تناولها والتي تبدأ بمجرد تناولها وإذابتها في الفم، تقدّم مبرّراً آخر للرغبة القويّة والملحّة لتناولها عند التعرّض لحالات الإثارة والقلق في المواقف العصبيّة.
4- الأغذية الغنيّة بحمض الفوليك
ينصح الخبراء بتناول الأطعمة الغنيّة بحمض الفوليك، الذي يعمل على زيادة احتفاظ الجسم بسيروتونين السعادة. يتوفّر الفوليك في الأطعمة التالية: كبد البقر، كبد الدجاج، السبانخ المطبوخة بالحمّص، الفول السوداني.
5- البذور والمكسّرات:
مما لا شك فيه أنّ تناول البذور والمسلّيات، كاللبّ بأنواعه يساهم إلى حدّ كبير في إنتاج موصلات السعادة في الجسم، خاصّة إن تمّ تناولها مع كوب من الشاي الأخضر أو الأسود، لتتكامل الفائدة الصحيّة لتلك الوجبة الخفيفة في تحقيق السعادة وتهدئة الأعصاب. هذا بالإضافة إلى أهميّة تناول المكسّرات كالكاجو والفستق والجوز واللوز في زيادة الشعور بالراحة والاستمتاع وتقليل الشعور بالتوتّر، نظراً لاحتوائها على الأحماض الأمينيّة الهامة للجسم كأوميغا 3 و6.
إقرإي أيضا مواضيع أخرى عن صحة و نصيحة
0 commentaires:
إرسال تعليق